عدد الرسائل : 13 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
موضوع: المتطرفون يؤججون نار العنف ضد نساء البصرة الجمعة نوفمبر 23, 2007 6:22 am
أفادت الشرطة والمنظمات غير الحكومية المحلية أن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة أعمال العنف التي تستهدف النساء في البصرة، ثاني أكبر مدن العراق والتي تقع على بعد 600 كلم جنوب العاصمة بغداد. ففي حديث هاتفي مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال العقيد عبد الجليل خلف بأن "البصرة تواجه نوعاً جديداً من الإرهاب الذي يودي بحياة 10 نساء شهرياً على الأقل، إذ يتم العثور على بعضهن وقد قطعت رؤوسهن أو تم تشويه جثتهن. ينتمي الجناة إلى عصابات منظمة تختبئ تحت ستار الدين وتدعي نشر تعاليم الإسلام ولكنها لا تمت بصلة له. إنهم يحاولون فرض أسلوب جديد في العيش حيث يجبرون النساء على ارتداء أغطية الرأس وعدم ارتداء الملابس الغربية". وأشار خلف إلى أن الشرطة عثرت في سبتمبر/أيلول على جثة امرأة مقطوعة الرأس وبجانبها جثة مقطوعة الرأس أيضاً لابنها البالغ من العمر 6 سنوات. وأوضح قائلاً: "إننا نؤمن بأن عدد القتيلات أكثر بكثير من المعلن عنه لأن أسر العديد منهن تمتنع عن التبليغ عن فقدانهن خوفاً من التعرض لأعمال انتقامية من يد المتطرفين". ثقافة التطرف من جهتها، قالت ناشطة تعمل مع منظمة غير حكومية بالبصرة أن تدهور الوضع الأمني جعل من المحافظة معقلاً للمتطرفين. وأضافت الناشطة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفاً من تعرضها للانتقام: "يفرض المتطرفون السنة والشيعة ثقافة جديدة على المجتمع بالبصرة تتسم بالتطرف وستؤدي إلى تعرض النساء لعنف دموي. ظهرت هذه الثقافة على الساحة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003 وهي تزيد من حدة الثقافة القبلية التي تتغاضى عن العنف الأسري الممارس بحق المرأة". البصرة تواجه نوعاً جديداً من الإرهاب الذي يودي بحياة 10 نساء شهرياً على الأقل وقالت الناشطة أن النساء اللواتي تتعرضن للتهديد على يد المتطرفين تلجأن إلى منظمتها طلباً للمساعدة، ولكن المنظمة غير قادرة على مساعدتهن لعدم امتلاكها للمأوى أو الأماكن الملائمة لإيوائهن. وأوضحت قائلة: "لا تتوفر ملاجئ للنساء في المدن الجنوبية بالعراق عموماً والبصرة خصوصاً مما حد من قدرتنا على مساعدتهن. لذلك، فإننا نتوجه إلى الشرطة المحلية والوجهاء والزعماء الدينيين لحمايتهن". وأضافت الناشطة أنه تم طرح هذا الموضوع مراراً على المسؤولين المحليين بالبصرة ولكن الوضع الأمني المتدهور بالمحافظة يجعل من
حقوق المرأة آخر همهم، "وهذا الأمر يترك أمام النساء خيارين فقط: إما مغادرة المدينة إذا كن يستطعن ذلك أو قفل أبواب بيوتهن والتمنع عن الخروج منها". مدينة آمنة وكانت البصرة قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003، شأنها في ذلك شأن باقي المدن العراقية، تُعرف بتنوع سكانها ولياليها الساهرة ونواديها الاجتماعية الليلية. وكان لنساء البصرة الحق في اختيار نمط حياتهن بالرغم من أن مجتمع المدينة كان يعتبر قبلياً. أما الآن، فتجوب العصابات شوارع البصرة على متن دراجات نارية أو في سيارات مظللة النوافذ لا لوحات عليها ويقومون بتوقيف النساء اللواتي لا ترتدين الحجاب. كما يقومون بمهاجمة الرجال الذين يرتدون ملابس غربية أو يقصون شعرهم بطريقة قريبة من الطرق الغربية. وحنا يوسف هو واحد من مئات المسيحيين الذين كانوا يعيشون في سلام في هذه المدينة التي كانت تعرف من قبل باختلاطها الديني ولكن العنف الطائفي دفعه الآن إلى مغادرتها. وقال حنا، 43 عاماً، وأب لأربعة أطفال: "عاشت أسرتي في البصرة لعهود طويلة ولكن العنف الطائفي أجبرنا على التخلي عن كل ذكرياتنا هناك". وأضاف يوسف، الذي استقر مع أقاربه في بغداد، أن المشاكل بدأت في شهر مايو/أيار الماضي عندما أوقفه مسلحون وهو يتمشى مع زوجته وسألوها عن ملابسها وعدم ارتدائها الحجاب. وقال عن تلك الحادثة: "لقد تعرضنا لضرب شديد يومئذ عندما أخبرتهم بأننا مسيحيون وهددوني بالقتل إذا لم أحترم تعاليم الإسلام في هذه المدينة".